اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله الجزء : 1 صفحة : 553
ويحافظ على حرمة ما قد حرمه الله في اوقات الحج ولم يهتك حرمتها ليجبرها بدم فَهُوَ اى الحفظ بلا هتك خَيْرٌ لَهُ مقبول عِنْدَ رَبِّهِ من هتكها وجبرها بدم وَاعلموا ايها المؤمنون قد أُحِلَّتْ لَكُمُ في دينكم الْأَنْعامُ كلها بأنواعها وأصنافها أكل لحومها وشرب ألبانها والانتفاع بأشعارها واوبارها والتقرب بها الى الله في اوقات الحج إِلَّا ما يُتْلى عَلَيْكُمْ في كتابكم تحريمه بقوله تعالى حرمت عليكم الميتة الآية وبعد ما عرفتم ما أحل الله لكم فَاجْتَنِبُوا ايها الموحدون الرِّجْسَ والقذر الذي هو حاصل مِنَ الْأَوْثانِ اى من قبلها ومن أجلها إذ هي شرك مناف للتوحيد والشرك من أخبث الخبائث وَاجْتَنِبُوا ايضا قَوْلَ الزُّورِ والبهتان إذ هو ظلم قرين الكفر والشرك معدود من عداده مسقط للمروءة والعدالة اللازمة لأهل الايمان والتوحيد يعنى اجتنبوا عن الشرك وكذا عن مطلق المعاصي المنافية للتوحيد
وكونوا حُنَفاءَ لِلَّهِ مخلصين له غير ملحدين منصرفين عما يليق بدينه غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ شيأ من مظاهره ومصنوعاته مطلقا وَاعلموا ايها العقلاء المكلفون المجبولون على فطرة المعرفة والتوحيد ان مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ الواحد الأحد الفرد الصمد المنزه عن الشريك مطلقا سواء كان شركه خفيا او جليا فَكَأَنَّما خَرَّ وسقط مِنَ السَّماءِ اى أوج الايمان وأعلى درجات التوحيد والعرفان فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ إذا سقط أخذته الطير فجاءة في الهواء فترميه في حضيض غائر عميق بعيد عن العمران أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ حين سقوطه منها فتطرحه فِي مَكانٍ سَحِيقٍ بعيد وواد غائر عميق وبالجملة من أشرك بالله العياذ بالله منه فقد وقع في هاوية الضلال وزاوية الوهم والخيال اللذين هما من أوحش اغوار الإمكان واظلم بوادي الخذلان والخسران بحيث لا يرجى نجاته منها أصلا
وبالجملة الحكم والأمر ذلِكَ لمن أشرك بالله وساء الأدب معه ولم يعرف حق قدره وقدر حقيته وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللَّهِ المأمورة له في أداء الحج ويوقر حق توقيرها وتعظيمها فَإِنَّها اى شأن تعظيمها وتحسينها عن من صدر انما هو صادر ناشئ مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ الناظرة الى الله بنور الله في جميع أوقاتها وعموم حالاتها
لَكُمْ اى في ملككم وتحت تصرفكم ايها المؤمنون المعظمون شعائر الله الناسكون بمناسك الحج فِيها اى في الهدايا والضحايا التي أنتم تتقربون بها الى الله مَنافِعُ كثير درها وصوفها وشعرها وظهرها ونسلها ما لم تصل إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى اى الى حلول وقت قد سمى سبحانه لذبحها ثُمَّ بعد ما قرب وقتها وحان حينها مَحِلُّها إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ
اى محل ذبحها عند البيت اى جميع الحرم وحواليه
وَاعلموا ايها الموحدون المحمديون ان لِكُلِّ أُمَّةٍ من الأمم الماضية والآتية ايضا قد جَعَلْنا مَنْسَكاً ومذبحا معينا قد كانوا يتقربون فيه إلينا ويهدون نحونا بهدايا وقرابين وانما عيناهم ذلك لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عند التذكية والذبح عَلى ما رَزَقَهُمْ مما ملكت ايمانهم مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ قيدنا لهم لان الخيل والحمير لا يليق بالقربان والهدى وبعد ما علمتم ان لكل امة من الأمم مذبحا معينا ومنسكا مخصوصا يتقربون فيه إلينا فَإِلهُكُمْ اى فاعلموا ان اله الكل إِلهٌ واحِدٌ احد صمد فرد وتر لا تعدد فيه مطلقا ولا شركة له أصلا فَلَهُ أَسْلِمُوا وتوجهوا ان كنتم مسلمين مسلمين مفوضين اليه أموركم وَبَشِّرِ يا أكمل الرسل من بين المسلمين بالمثوبة العظمى والدرجة العليا والفوز بشرف اللقاء الْمُخْبِتِينَ المطيعين الخاضعين الخاشعين المتواضعين
الَّذِينَ قد خبت وخمدت نيران شهواتهم من بأس الله وخشيته يعنى الذين إِذا ذُكِرَ اللَّهُ القادر المقتدر بالانعام والانتقام قد
اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله الجزء : 1 صفحة : 553